كتب المفكرون المسلمون الكبار ألوف الصفحات وملايين الكلمات، وهم يسعون إلى التوفيق بين العقل والشريعة. وبين الإيمان والعلم. وبين الروح والعصر. في أحيان كثيرة دفعوا الثمن غالياً، إذ واجههم متزمتون كان أمرهم عجيباً إذ لم يرغبوا في ذلك. وفي أحيان اقلّ، حالفهم التوفيق فوصل كلامهم ووصلت حججهم إلى زمنهم والأزمان التالية. ومن الصعب هنا أن نذكر كل أسماء الذين كان ذلك المنهج في الفكر رائدهم، وإن كان في الإمكان التوقف دائماً عند مفكرين من طينة الفارابي وابن رشد، والإمام محمد عبده في أزمان اقرب إلينا. غير أن ذلك السعي المنطقي والضروري للوصول إلى ذلك التوفيق لم يقتصر على مفكري الإسلام وحدهم، ولا حتى على أهل الدنيا. إذ كما كان ل ...